فقاتلهم القائد، واشتدّ القتال، وقتل من الفريقين قتلى كثيرة، وأصبح النّاس متكافئين للقتال. وسار الأعصم القرمطىّ بجميع عسكره، ووقع القتال على الخندق والباب مغلق، وعمل القائد جوهر الحيلة فانهزم عن القرمطىّ، ودام القتال إلى الزّوال، ثم فتح القائد الباب وانتصب للقتال، وخرجت العبيد والمغاربة إلى القرامطة. واشتدّ القتال واضطرب النّاس فى المدينة وكثرت القتلى من الفريقين. وانهزم الأعصم القرمطى، وأراد المغاربة اتّباعه فمنعهم «١» القائد جوهر لدخول اللّيل، وخشية من مكيدة أو كمين.
ونهبت صناديق القرمطىّ ودفاتره، وفارق القرمطىّ من كان معه من الإخشيدية والعرب. قيل: وهذه أوّل هزيمة كانت للقرامطة «٢» .
ثم وصل بعد الكسرة بيومين أبو محمد الحسن بن عمّار بمدد معه من جهة المعزّ، وهرب القرمطىّ الذى كان بتنّيس وعادت الدّعوة المعزّية بها.
وفى شهر ربيع الآخر قبض القائد على أربعمائة وأربعين رجلا من الإخشيديّة والكافوريّة وقيّدهم وحبسهم.
وفى شعبان منها ورد على القائد جوهر رسول من ملك الرّوم «٣» برسالته وهديته.