المعزّ لدين الله من المنصورية إلى سردانية «١» ومعه يوسف بن زيرى «٢» بن مناد فسلّم إليه إفريقية وأعمالها وسائر أعمال المغرب، وذلك فى يوم الأربعاء لسبع بقين من ذى الحجة منها، وأمر الناس بالسّمع والطّاعة له، وفوّض إليه أمور البلاد كلّها إلّا بلاد جزيرة صقليّة وطرابلس. وأقام المعز بسردانية أربعة أشهر، ورحل منها لخمس خلون من صفر سنة اثنتين وستين وثلاثمائة، وسار حتى أتى قابس، ثم وصل إلى طرابلس فأقام بها أيّاما، ورحل منها فى يوم السّبت لثلاث عشرة ليلة بقيت من شهر ربيع الآخر منها، وسار فوصل إلى الإسكندرية فى يوم الجمعة لستّ خلون من «٣» شعبان، ونزل تحت المنار، وأنزل النّاس حولها، وأتاه أهلها فسلّموا عليه، ووافى يوم الأحد أبو طاهر «٤» قاضى مصر، ومعه العدول وقدم أبو عبد الرحمن بن أبى الأعز فى بنى عمّه وغيرهم من العرب، فركب لهم المعزّ فسلّموا عليه وانصرفوا.
ثم رحل من الإسكندرية يوم الاثنين لثلاث بقين من شعبان. فلما