للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

كان يوم السّبت لليلتين خلتا من شهر رمضان نزل المنية بساحل مصر، وهى بولاق، فأقام بها إلى يوم الاثنين؛ وخرج إليه الشريف أبو جعفر مسلم الحسنى قبل وصوله فى جماعة الأشراف ووجوه البلد، فرأى المعزّ وهو سائر والمظلّة على رأسه، فنادى مناد: يتقدم الشّريف أوّل الناس، فقتدّم وسلّم على المعز. ثم تقدّم النّاس كلّهم وسلّموا عليه واحدا بعد واحد حتى فرغوا، وهو واقف على دابّته؛ ثم سار والشريف يحادثه.

قال: وأخذ الناس فى التّعدية بعيالاتهم وأثقالهم فى هذه الأيام إلى ساحل مصر، وتفرق النّاس فى الدّور بمصر والقاهرة، وأكثرهم فى المضارب فيما «١» بين القاهرة ومصر.

ثم عبر المعزّ لدين الله إلى القاهرة يوم الثلاثاء لخمس خلون «٢» من شهر رمضان، سنة اثنتين وستين وثلاثمائة، ولم يدخل إلى مصر ودخل إلى قصره.

فلما انتهى إلى الإيوان الكبير خرّ ساجدا لله تعالى، وجلس على سرير الجوهر «٣» الذى صنعه له القائد جوهر، وقبل الهناء، ومدحه الشعراء.

قال: وكان تلقّى القائد جوهر له عند جوازه من الجسر الثّانى، فكانت مدّة تدبير جوهر الديار المصرية إلى أن قدم المعز، أربع سنين وعشرين يوما.