فنزل الرّوم على جسر الحديد بين أنطاكية وحلب، فأشار أصحاب منجوتكين عليه بقصد الرّوم، فتوجه نحوهم «١» وانضم إليه جماعة من بنى كلاب، فالتقوا فانكسرت عساكر الرّوم، وغنم منجوتكين ومن معه الغنائم الجزيلة، وجمع من رؤوس الرّوم مقدار عشرة آلاف رأس، فسيّرها إلى مصر.
وتبع منجوتكين الرّوم إلى أنطاكية، وأحرق ضياعا، ونهب رساتيقها «٢» ، ورجع إلى حلب. فعمل لؤلؤ مقدم حلب على رجوع منجوتكين عن بلده، فكاتب أبا الحسن بن المغربى وزير منجوتكين وخواصّه أن يحسّنوا «٣» له الرجوع إلى دمشق والعود إلى حلب فى العام المقبل، ووعدهم على ذلك بالأموال الجزيلة. فذكروا ذلك لمنجوتكين فصادف هذا الرأى منه موقعا لسوقه إلى دمشق، فرجع عن حلب.
ولمّا بلغ العزيز رجوعه عنها انزعج لذلك وعلم أنه بتدبير وزيره ابن المغربى، فعزله عن وزارة منجوتكين، وولى صالح بن على الرّوذبارى.
وفى سنة ثلاث وثمانين وثلاثمائة ظهر من الجراد والكمأة «٤» على جبل المقطم بمصر ما لم يعهد مثله، فخرج النّاس إليه وجعلوا يدخلون القاهرة