نزال والى الرّملة إلى دمشق، فحاربه منير، فهزمه نزال. وكانت الوقعة بمرج عذراء «١» فى تاسع شهر رمضان وهرب منير يريد حلب، فأخذه العرب وأحضروه إلى دمشق لنزال، فوجدوا منجوتكين «٢» قد وصل إليها فأخذ منيرا وحرسه على جمل وإلى جانبه قرد وعليه طرطور.
وأقام منجوتكين بدمشق بقية سنة إحدى وثمانين. وأمده العزيز فى سنة اثنتين [وثمانين]«٣» بخمسمائة فارس وخزانة وسلاح صحبة صالح بن على وجيلين التركى، فاشتمل عسكر منجوتكين على ثلاثة عشر ألف فارس فطمع فى ملك حلب بحكم وفاة صاحبها سعيد الدولة «٤» بن حمدان فحشد وخرج إليها فى ثلاثين ألف فارس ونازلها، وفتحها فى شهر ربيع الآخر.
وبقيت القلعة بيد أبى الفضل بن سعيد الدولة بن حمدان ولؤلؤ، فكاتبا بسيل «٥» ملك الرّوم، فكتب لصاحب أنطاكية، وهو من قبله، بأن يجمع العساكر ويتوجّه إلى حلب لنصرة صاحبها، ودفع المغاربة عنها، فسار إليها فى خمسين ألف راجل.
وقال المسبّحى: كان عسكر الرّوم سبعين ألفا وعسكر منجوتكين خمسة وثلاثين ألفا.