وفى حادى عشر ذى القعدة، سنة ثلاث عشرة وأربعمائة، توفّيت ستّ الملك ابنة العزيز؛ وكان مولدها فى ذى القعدة سنة تسع وخمسين وثلاثمائة ببلاد المغرب، وكانت من الدّهاة.
وفى سنة أربع عشرة وأربعمائة ظهر ببلاد الفيوم بركة ينصبّ إليها الماء، فاستخرج منها سمك بلطىّ، ومقدارها أربعة آلاف فدان.
وفى شهر ربيع الآخر سنة خمس عشرة وأربعمائة ورد الخبر بإقامة الدّعوة الظاهرية بالموصل والبصرة والكوفة وأعمال الشرق.
وفيها وردت الأخبار أن سنان بن صمصام الدّولة وصالح «١» بن مرداس جمعا العساكر وحشدا «٢» العربان لحصار دمشق، وأنّهم حاصروها وقطعوا أشجارها، وقتلوا فلّاحى الضّياع. وتقرّر الحال أن يقاتل العوام يوما وعسكر السّلطان يوما؛ واتّصلت الحرب بينهم وقتل جمع عظيم. وحاصر صالح بن مرداس حلب؛ واضطربت أحوال الشّام بأسره، وتغلّبت الحرب عليه.
وطلب سنان من أهل دمشق ثلاثين ألف دينار ويرتحل عنهم، فأجابه أهل البلد لذلك، فمنعهم الشّريف ابن الحسن وأشار بنفقتها فى عيّارى البلد، فأنفقوها «٣» وقاتلوا قتالا شديدا، فقتل من العرب جمع كثير. وطلب العرب الصّلح فأجيبوا إليه، ثم عادوا إليها فى الوقت برأى ابن الجرّاح ...
ووصل الخبر من جهة بنى قرة، عرب البحيرة، أنهم أقاموا عليهم إنسانا