للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ببرقة ولقّبوه بأمير المؤمنين.

وفى الحادى والعشرين من ذى الحجّة سنة خمس عشرة وأربعمائة اجتمع من العبيد ألف عبد عند سفح المقطّم وقصدوا نهب مصر، فأركب الظّاهر لإعزاز دين الله من حفظها، وأمر أهل مصر بقتل من ظفروا به منهم، ونهبوا فى اليوم الثانى أطراف مصر، فقاتلهم النّاس فانهزموا.

وفى سنة سبع عشرة وأربعمائة جرّد الظّاهر أمير الجيوش أنوشتكين الدّزبرى «١» من مصر بعساكر كثيرة لدفع العرب «٢» عن الشّام، وخرج الظّاهر لتوديعه. وسار فى سبعة آلاف فارس غير العرب، وعيّد عيد الأضحى فى الرّملة، وجمع العساكر. فلما بلغ حسّان بن مفرّج «٣» خروجه بعث إلى صالح بن مرداس «٤» فأتاه من حلب فى بنى كلاب. ووقعت الحرب بينهم بالأقحوانة «٥» من عمل طبريّة يوم الأربعاء لخمس بقين من شهر ربيع الآخر سنة عشرين وأربعمائة. فطعن صالح بن مرداس، فسقط عن فرسه، فقتل، وحمل رأسه إلى أمير الجيوش. فعندها انهزم حسّان. وقتل من أصحابهم مقتلة عظيمة، وهرب أصحاب صالح إلى بعلبك وحمص وصيدا وحصن عكّار «٦» . واستولى نصر بن صالح وأخوه ثمال على حلب وأعمالها