لهم وصارت مؤونتهم من صقلّية وينقطع عنى ما يصل إلىّ من المال من ثمن الغلّات فى كل سنة، وإن لم يفتحوها رجعوا إلى بلادى وتأذّيت بهم، ويقول تميم «١» ، صاحب إفريقية غدرت بى ونقضت عهدى، وتنقطع الوصلة والأسفار بيننا وبين بلاد إفريقية، وإفريقية باقية متى وجدنا قوة أخذناها بها.
ثم أحضر رسوله وقال له إذا عزمتم على جهاد المسلمين فاقصدوا بذلك فتح بيت المقدس وخلّصوه من أيديهم، ويكون لكم الفخر، وأمّا إفريقية فبينى وبين أهلها أيمان وعهود، فاخرجوا إلى الشام. «٢»
وقيل إنّ المستنصر، أو المستعلى، لمّا رأى قوة الدولة السلجقية وتمكّنها، وأنهم استولوا على ملك بلاد الشام [إلى]«٣» غزّة، ولم يبق بينهم وبين مصر ولاية أخرى تمنعهم، راسل الفرنج يدعوهم إلى الخروج إلى الشّام، ليملكوه، ويكونوا بينه وبين المسلمين. والله تعالى أعلم «٤» .
قال فلمّا عزم الفرنج على قصد الشّام ساروا إلى قسطنطينية ليعبروا المجاز إلى بلاد الإسلام ويسيروا فى البرّ فيكون أسهل عليهم. فمنعهم ملك الروم «٥» من ذلك، ولم يمكّنهم أن يمرّوا ببلاده، وقال: لا أمكّنكم من العبور إلّا أن تحلفوا أنكم تسلمون إلىّ أنطاكية. وكان قصده أن يحثّهم على