قال المؤرخ: لما قتل الأفضل أحضر الآمر وزيره الشيخ أبا الحسن على الحلبى والقائد أبا عبد الله محمدا وسألهما عن الأموال، فقال القائد: أمّا السّر فأعلمه وأمّا الظاهر فالوزير يعلمه؛ وأخبراه بذخائره وأمواله. وأقام الآمر فى دور الأفضل، وهى دار الملك بمصر ودار الوزارة بالقاهرة، وغيرهما، أربعين يوما، والكتّاب بين يديه يكتبون ما ينقلونه إلى القصور؛ فوجد له من الذّخائر النفيسة ما لا يحصى «١» .
وذكر أن الذى وجد له من الأموال ستّة آلاف ألف دينار عينا؛ وفى بيت الخاصّة ثلاثة آلاف ألف دينار، وفى البيت البرّانى ثلاثة آلاف [ألف]«٢» ومائتان وخمسون دينارا، وخمسون أردبا دراهم [ورق]«٣» وثلاثون راحلة من الذّهب العراقى المغزول برسم الرّقم؛ وعشرة بيوت فى كلّ بيت منها عشرة مسامير من الذهب «٤» ، زنة كلّ مسمار مائتا مثقال، عليها العمائم المختلفة الألوان مغطاة بالمناديل المزركشة، وتسعمائة ثوب من الدّيباج الملوّن، وخمسمائة صندوق من دقّ دمياط وتنيس برسم كسوة جسده، ولعبة من العنبر على قدر جسده برسم ثيابه توضع ثيابه عليها لتكتسب رائحتها. وترك من الطّيب والآلات والنّحاس ما لا يحصى.
وترك من الأبقار والجواميس والأغنام ما بلغ ضمان ألبانها ونتاجها أربعين ألف دينار فى السنة. وكانت الدّواة التى يكتب منها مرصّعة بالجواهر، فقوّم ما عليها من الجواهر باثنى عشر ألف دينار. وخلّف من الكتب