للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قال: وكان الأفضل يقول: ما أزال أعدّ نفسى سلطانا حتى أجلس على تلك المرتبة ويعلق الباب فى وجهى والدّخان فى أنفى؛ لأن الحمّام كانت خلف الباب فى السّرداب.

قال: ثم فتح الباب وعاد الثّقة وأشار بالدّخول إلى القصر؛ فدخل المأمون إلى المكان الذى هيّئ له، ودعى لمجلس الوزارة. وبقى الأمراء بالدّهاليز إلى أن جلس الخليفة واستفتح المقرئون. واستدعى المأمون فحضر بين يديه وسلّم عليه أولاده وإخوته «١» ؛ ثم دخل الأمراء وسلّموا على طبقاتهم، ثمّ الأشراف وديوان المكاتبات والإنشاء، ثمّ قاضى القضاة [٨٦] ، والشهود، والداعى، ثم مقدّموا الرّكاب ومتولّى ديوان المملكة.

ثمّ دخل الأجناد من باب البحر، وهو الباب الذى يقابل المدرسة الكامليّة الآن، ثمّ دخل والى القاهرة ووالى مصر وسلّما ببياض أهل البلدين، ثم البطرك والنّصارى والكتّاب منهم، وكذلك رئيس اليهود.

ودخل الشّعراء على طبقاتهم، وأنشد كلّ منهم ما سمحت به قريحته.

وكانت هذه عادة السّلام على ملوك هذه الدّولة، وإنما أوردنا ذلك ليعلم منه كيف كانت عادتهم «٢» .

وفى سنة سبع عشرة وخمسمائة ورد إلى الدّيار المصريّة طائفة كثيرة من عرب لواته من جهة المغرب، وانتهوا إلى الإسكندريّة وأعمالها، وأفسدوا فسادا متحكّما. فندب المأمون إليهم أخاه نظام الملك «٣» حيدرة، الملقّب بالمؤتمن، فقاتلهم وهزمهم، وغنم أموالهم. وتوجّه إلى الإسكندرية