ومن البلية أن تداوى حقد من ... نعم الاله عليك من أحقاده
وقال علىّ رضى الله عنه لا راحة لحسود، ولا أخ لملول، ولا محبّ لسىء الخلق.
وقال الحسن ما رأيت ظالما أشبه بمظلوم من حاسد؛ نفس دائم، وحزن لازم، وغيره لا تنفد، ثم قال: لله درّ الحسد ما أعدله! يقتل الحاسد قبل أن يصل الى المحسود.
وقال الجاحظ: من العدل المحض، والإنصاف الصحيح، أن تحطّ عن لحاسد نصف عقابه، لأن ألم جسمه، قد كفاك مؤنة شطر غيظك عليه.
وقيل: الحسد أن تتمنى زوال نعمة غيرك، والغبطة أن تتمنى مثل حال صاحبك، وفي الحديث:«المؤمن يغبط، والمنافق يحسد» .
وقال أرسطا طاليس: الحسد حسدان: محمود، ومذموم، فالمحمود أن ترى عالما فتشتهى أن تكون مثله، وزاهدا فتشتهى مثل فعله، والمذموم أن ترى علما وفاضلا فتشتهى أن يموتا، وقيل: الحسود غضبان على القدر، والقدر لا يعتبه.
قال منصور الفقيه
ألا قل لمن كان لى حاسدا ... أتدرى على من أسأت الأدب
أسأت على الله في فضله ... إذا أنت لم ترض ما قد وهب
وقال المتنبّى
وأظلم أهل الأرض من بات حاسدا ... لمن بات في نعمائه يتقلّب