لا نغدر؛ ووبّخه. وكان أسد الدّين قد شرط على شاور أنّ الفرنج يرحلون ولا يلتمسون من البلاد درهما ولا ضيعة ولا غير ذلك.
قال: وارتحل أسد الدّين، ودخل مصر برضاء أهلها، وسار إلى بلبيس. وأرسل إلى ابن أخيه يوسف أن يتوجّه فى المراكب إلى عكّا، هو ومن معه من العسكر، وما معه من الأثقال؛ ففعل ذلك، وركب من عكّا إلى دمشق.
هكذا حكى ابن جلب راغب فى تاريخه. قال: وارتحل أسد الدّين من بلبيس فى نصف شوّال، ودخل شاور إلى الإسكندريّة، ثمّ خرج منها وعاد إلى القاهرة، فدخلها فى مستهلّ ذى القعدة، وتلقّاه العاضد لدين الله.
وأمّا الفرنج، فاستقرّ بينهم وبين شاور أن يكون لهم شحنة «١» بالقاهرة وتكون أبوابها بيد فرسانهم، ويكون لهم فى كلّ سنة مائة ألف دينار.
وفى سنة ثلاث وستّين وخمسمائة خرج يحيى بن الخياط على شاور وطلب الوزارة؛ فندب شاور عسكرا لحربه، فانهزم ومضى إلى بلاد الفرنج «٢» .