الأموال وأنفقوها، واستعدّوا للحصار؛ فكان فى جملة ما أخرجوه للحصار أربعة وعشرون ألف قوس زنبورك وما يناسب ذلك من الآلات.
وسار شاور ومرّى ملك الفرنج، فنازلوا الإسكندريّة. فلمّا رأوا شدّة أهلها واجتماعهم على الحصار، تقدّم شاور إليهم وقال: سلّموا إلىّ صلاح الدّين ومن معه وأضع عنكم المكوس، وأعطيكم الأخماس. فامتنعوا وقالوا: معاذ الله أن نسلم المسلمين إلى الفرنج والإسماعيلية. فعند ذلك وقع الحصار واشتدّ على أهل الإسكندرية إلى أن قلّت الأقوات.
وبلغ ذلك أسد الدّين فسار من الصّعيد وجدّ فى السّير إلى الإسكندرية، وكان شاور قد أفسد التّركمان الذين مع أسد الدين فصاروا معه؛ واجتمع لشيركوه طائفة كبيرة من العربان، فلمّا علم شاور بقربه خافه وراسله فى طلب الصّلح، وبذل له خمسين ألف دينار، سوى ما أخذه من خراج البلاد، على أن يفارق الدّيار المصريّة. فأجاب أسد الدّين إلى ذلك «١» ، وشرط عليهم أن يرجع هو إلى الشّام ويرجع الفرنج إلى بلادهم. فاستقرّت هذه القاعدة، وحلف الفرنج عليها.
ففتحت الإسكندريّة عند ذلك، وخرج صلاح الدّين يوسف إلى مرّى ملك الفرنج وجلس إلى جانبه. فدخل شاور عليهما، فقال لمرّى: سلّمه إلى وأعطيك فى كلّ سنة خمسين ألف دينار. فقال مرّى: نحن إذا حلفنا