[ومضى الملك العادل يطوى المراحل إلى أن دخل الرمل وبلغ الملك الأفضل ذلك، فرام جمع عساكره، فتعذر ذلك عليه لتفرقهم فى أخبارهم، وتشتتهم فى الأماكن التى يربعون فيها خيلهم، فخرج فى جمع قليل، ونزل السانح.
ووصل الملك العادل، وضرب معه مصافا، فانكسر عسكر الملك الأفضل، وولوا منهزمين لا يلوون على شىء.
ثم سار الملك العادل بالعساكر، ونزل بركة الجب، وسير إلى الملك الأفضل يقول له:«أنا لا أحب أن أكسر ناموس القاهرة، لأنها أعظم معاقل الإسلام، ولا تحوجنى إلى أخذها بالسيف، واذهب الى صرخد وأنت آمن على نفسك» .
فاستشار الملك الأفضل الأمراء فرأى منهم تخاذلا، فأرسل إلى عمه يطلب منه أن يعوضه عن الديار المصرية بالشام، فامتنع من ذلك، فطلب أن يعوضه حران والرها فامتنع، فطلب منه جافى وجبل جور وميافارقين وسميساط، فأجابه إلى ذلك، وتسلم القاهرة منه.] «١»
[انتهى الجزء السادس والعشرون من كتاب: نهاية الأرب فى فنون الأدب، يتلوه إن شاء الله تعالى الجزء السابع والعشرون، والحمد لله وحده وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم، وحسبنا الله ونعم الوكيل]«٢» .