فبينما الأفضل كذلك إذ قدم الملك الكامل بن الملك العادل من الشّرق، فى تاسع عشر صفر سنة ست وتسعين وخمسمائة، بالعساكر والتّركمان فاشتدّ به عضد أبيه. وتأخر الأفضل بمن معه إلى سفح جبل العقبة، ثم انتقل إلى مرج الصّفّر فى يوم الاثنين ثانى عشرى صفر؛ وعاد الظّاهر والمجاهد «١» .
واشتد البرد على العسكر المصرى فعاد الأفضل إلى الدّيار المصريّة، وساق العادل بعساكره فى أثره. فكان وصول الأفضل إلى بلبيس فى حادى عشرى شهر ربيع الأول فأشار عليه أصحابه بالإقامة بها.
قال: ولمّا وصل الملك العادل إلى تلّ العجول «٢» أقام به حتى اجتمع إليه أصحابه، وراسل الأفضل، فعاد جوابه أنه لا يصالحه حتّى يفارق الأمراء الصلاحية.
فلما اتصل ذلك بالصلاحية غضبوا وعزموا على المسير إليه.
هذا والأفضل على بلبيس، وقد تفرق معظم أصحابه إلى إقطاعاتهم وجماعة منهم باطنوا الملك [العادل]«٣» .