للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقال الشريف بن الهبّاريّة

لأصوننّ درهمى ... فهو لا شكّ صائنى

لم يعنّى ابن والدى ... وصحيحى أعاننى

وقال أيضا

لله درّ دراهمى ... فهى التى أعلت مكانى

لولا الغنى عن صاحبى ... لأحلّنى دار الهوان

وقال آخر

كن بما أوتيته مغتبطا ... تستدم عيش القنوع المكتفى

إن في نيل المنى وشك الرّدى ... واجتناب القصد عين السّرف

كسراج دهنه قوت له ... فإذا غرّقته فيه طفى

ومن ذلك رسالة كتبها سهل بن هارون، وقد عيب عليه أمور من البخل، فاعتذر عنها واحتجّ فقال: أصلح الله أمركم، وجمع شملكم، وعلمكم الخير، وجعلكم من أهله، قال الأحنف بن قيس: يا بنى تميم، لا تسرعوا إلى الفتنة، فإن أسرع الناس إلى القتال، أقلّهم حياء من الفرار، وكانوا يقولون: إذا أردت أن ترى العيوب جمّة، فتأمّل عيّابا فإنه يعيب الناس بفضل ما فيه من العيب، ومن أعيب العيب أن تعيب ما ليس بعيب، وقبيح أن تنهى مرشدا أو تغرى مشفقا، وما أريد بما قلت إلا هدايتكم وتقويمكم وصلاح فسادكم، وإبقاء النعمة عليكم، ولئن أخطأنا سبيل إرشادكم، فما أخطأنا سبيل حسن النية فيما بيننا وبينكم، ثم قد تعلمون أنا ما أوصيناكم إلا بما اخترناه لأنفسنا قبلكم، وشهرنا به في الآفاق دونكم، ثم نقول في ذلك ما قال العبد الصالح لقومه: (وَما أُرِيدُ