للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الله يعلم ما تركت قتالهم ... حتى علوا مهرى بأشقر مزبد

وعلمت أنّى إن أقاتل واحدا ... أقتل ولا يضرر عدوّى مشهدى

فصدفت عنهم والأحبّة فيهم ... طمعا لهم بعقاب يوم سرمد

وقال زفر بن الحارث وقد فرّ يوم مرج راهط عن رفيقيه

أيذهب يوم واحد إن أسأته ... بصالح أيامى وحسن بلائيا؟

فلم تر منّى زلّة قبل هذه ... فرارى وتركى صاحبىّ ورائيا

وهى أبيات نذكرها إن شاء الله في التاريخ، ونظير ذلك قول عمرو بن معد يكرب من أبيات يخاطب بها أخته ريحانة، وقد فرّ من بنى عبس

أجاعلة أمّ النّوير خزاية ... علىّ فرارى إذا لقيت بنى عبس

وليس يعاب المرء من جبن يومه ... إذا عرفت منه الحماية بالأمس

وعكس هذا البيت عبد الله بن مطيع بن الأسود العدوىّ، وكان قد فرّ يوم الحرّة من جيش مسلم بن عقبة، فلما حاصر الحجاج عبد الله بن الزبير بمكة جعل يقاتل أهل الشّام ويرتجز

أنا الذى فررت يوم الحرّة ... والشيخ لا يفرّ إلا مرّة

فاليوم أجزى كرّة بفرّه ... لا بأس بالكرّة بعد الفرّه

ولم يزل يقاتل حتى قتل؛ قال الفرّار السّلمىّ.

وفوارس لبّستها بفوارس ... حتى إذا التبست أملت بها يدى

وتركتهم نقض الرّماح ظهورهم ... من بين مقتول وآخر مسند

هل ينفعنّى أن تقول نساؤهم ... وقتلت دون رجالهم: لا تبعد؟