كانت وفاة قاضى القضاة، تاج الدين أبى محمد عبد الوهاب بن القاضى الأعز أبى القاسم خلف بن رشيد الدين أبى الثناء محمود بن بدر العلامى «١» - وبنو علامة بطن من لخم- وهو المشهور بابن بنت الأعز والأعز هذا هو جده لأمه، وهو الصاحب الأعز فخر الدين أبو الفوارس مقدام بن القاضى كمال الدين أبى السعادات أحمد بن شكر، أحد وزراء السلطان الملك العادل سيف الدين أبى بكر محمد بن أيوب، وقد تقدم ذكره فى أخبار الدولة العادلية. ومولد القاضى تاج الدين بالقاهرة فى مستهل شهر رجب سنة أربع وستمائة. ولما مات والده الاعز خلف- رحمه الله تعالى- ترك دنيا عريضة، فيقال إنه خلف اثنى عشر ألف دينار عينا، وقيل سبعة آلاف، فانفقت والدته ابنة الصاحب الأعز جميع ذلك على نفسها ومن يلوذ بها من أهلها، ونشأ فلم يجد شيئا من ذلك، فما شافهها فيه بكلمة، وكان بارابها، واشتغل بالعلم، وولى إعادة المدرسة المعروفة بزين التجار بمصر، وولى شهادة بيت المال فى الدولة الكاملية. وكان سبب ذلك أن الشريف شمس الدين الأرموى نقيب السادة الأشراف، رحمه الله تعالى، كان يلى تدريس المدرسة المذكورة فتوجه من جهة السلطان الملك الكامل فى رسالة واستناب القاضى تاج الدين هذا فى التدريس والنظر، فأحسن الخلافة عنه وعمّر الوقف وقام بالوظيفة أحسن قيام، فلما عاد الشريف ووجد الأمر على ذلك، أنهاه إلى السلطان وشكره وأثنى عليه، فرسم السلطان الملك الكامل له بمباشرة شهادة بيت المال فباشر ذلك، وكان إذ ذلك على غاية الفاقة، وسلك طريقى الضبط والأمانه، وهذه الوظيفة هى أول مناصبه الديوانية،