صاحب سيس فى الإجابة إلى رد بعض القلاع، فرد السلطان رسله وكتب إليه:«إنك إذا كنت قسوت على ولدك وولى عهدك، أنا أقسو على صديق ما بينه وبينى نسب، ويكون الرجوع منك لا منى. ونحن خلف كتابنا.
ومهما شئت افعل بسنقر الأشقر» . فلما وصل إليه هذا الكتاب والسلطان إذ ذاك على أنطاكية خاف ويذل ما رسم به السلطان، وتقرر الصلح على تسليم قلعة بهسنا والدربساك ومزريان ورعبان والروب وشيح الحديد «١» ؛ وجميع ما كان أخذه من بلاد الإسلام، وردها بحواصلها كما تسلمها، وإطلاق الأمير شمس الدين سنقر الأشقر، وأن يطلق السلطان له ولده وولد أخيه وغلمانهما. وأنه يحضر رهينة باسال أخ الملك، ويسير ريمون أخ زوجة الملك ليفون، ويبقى باسيل المأسور بن كندا صطبل هو وهؤلاء رهائن على تسليم القلاع. وكتبت الهدنة بذلك فى شهر رمضان بأنطاكية.
وأرسل السلطان الأمير بدر الدين بجكا «٢» الرومى على خيل البريد إلى قلعة الجبل، فأحضر ليفون وتوجه به إلى أبيه على خيل البريد فى حادى عشر شوال. ثم توجه الأمير سيف الدين بلبان الرومى الداودار إلى سيس لتقرير فصول رسم بها السلطان. ولما وصل ليفون إلى أبيه أطلق الأمير شمس الدين سنقر الأشقر.
وكان السلطان يتصيد بجرود بالقرب من بلاد حمص مما يلى دمشق، فلما بلغ السلطان قربه، ركب مختفيا والتقاه وأحضره معه إلى الدهليز وباتا جميعا. ولما أصبح واجتمع الناس للخدمة خرج إليهم السلطان والأمير شمس الدين فى خدمته، فبهت الناس لرؤيته. وأنعم عليه السلطان بالأموال والخلع والحوائص والخيل