للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

والبغال والجمال والمماليك وجميع ما يحتاجه الأمراء. ولما حضر إلى الديار المصرية أمّره، وبنيت له دار بقلعة الجبل. وأما القلاع المذكورة فتسلمها نواب السلطان، وأطلقت الرهائن.

ولما ترتبت هذه المصالح وفتحت هذه الفتوحات العظيمة التى نذكرها، رجع السلطان من أنطاكية ووصل إلى شيزر، وتوجه منها فى البرية إلى حمص للصيد.

ووصل السلطان إلى دار النائب بحمص فى ثلاثة نفر وهم: الأمير بدر الدين بيسرى «١» ، والأمير بدر الدين الخزندار، والأمير حسام الدين الدوادار. ثم دخل دمشق فى سادس عشرين شهر رمضان والأسرى بين يديه، وخرج منها فى ثامن عشر ذى القعدة، وعيد فى أم البارد [وهى السعيدية «٢» ] ورحل إلى قلعته فى حادى عشر ذى الحجة وحمل عن الناس كلفة الزينة.

وفيها: توفى الصاحب عز الدين عبد العزيز بن منصور بن محمد بن محمد ابن محمد بن وداعة الحلبى «٣» . وقيل إنه كان فى ابتداء أمره خطيبا بجبلة، ثم اتصل بالملك الناصر وصار من خواصه، فولاه شد الدواوين بدمشق، وكان يعتمد عليه.

فلما ملك السلطان الظاهر ولاه وزارة الشام، فوقع بينه وبين الأمير علاء الدين طيبرس نائب السلطنة مفاوضة اقتضت حضوره إلى الديار المصرية، ثم أعيد إلى الوزارة بالشام عند ما فوض السلطان نيابة السلطنة بدمشق للأمير جمال الدين النجيبى كما تقدم، فوقع بينه وبينه [خلاف] أيضا، فكان يهينه، فكتب إلى السلطان يذكر أن الأموال قد انكسرت، وأن الشام يحتاج إلى مشد تركى شديد