العسكر ليقيموا فى أوائل البلاد الشامية. وركب فى جماعة يسيرة من قلعته، وذلك فى ليلة الاثنين حادى عشرين شهر ربيع الأول ووصل إلى غزة، وتوالت الأمطار، فوصل إلى دمشق فى سابع شهر ربيع الآخر، ووردت إليه الأخبار برجوع التتار لما بلغهم خروجه، فأغار على عكا، واستولى على بلاد الإسماعيلية على ما نذكره إن شاء الله تعالى. وأقام السلطان بالشام بقية سنة ثمان وستين وستمائة.
وفى هذه السنة نصب الدرابزين على الحجرة الشريفة النبوية. وذلك أن السلطان لما توجه إلى الحجاز رأى الضريح النبوى والزوار تقف إلى جانب الحائط، فرأى أن يعمل درابزبنا ليكون حرما حول الحجرة، فأمر بعمله، فعمل وكمل، وسير إلى المدينة فى سنة ثمان وستين صحبة الشيخ مجد الدين عبد العزيز بن الخليلى، فنصب.
وفيها: كانت وفاة قاضى القضاة محيى الدين أبى الفضل يحيى بن قاضى القضاة محيى الدين أبى المعالى محمد بن قاضى القضاة زكى الدين أبى الحسن على ابن قاضى القضاة مجد الدين أبى المعالى محمد بن قاضى القضاة زكى الدين أبى الفضل يحيى بن على بن عبد العزيز العثمانى «١» . وكانت وفاته بفسطاط مصر فى رابع عشر شهر رجب سنة ثمان وستين. ودفن بالقرافة.
ومولده بدمشق فى ليلة الجمعة الخامس والعشرين من شعبان سنة ست وتسعين وخمسمائة، ورياسته وأصالته أشهر من أن يأتى عليها.
وفيها: توفى الصاحب فخر الدين محمد بن الصاحب بهاء الدين على، وزير الصحبة، ضحى يوم الاثنين الحادى والعشرين من شعبان ودفن بكرة نهار الثلاثاء