بتربتهم بالقرافة. ومولده فى اثنين وعشرين وستمائة بفسطاط مصر، وفوضت وزارة الصحبة بعده لولده الصاحب تاج الدين محمد.
وفيها: توفى الصاحب الوزير زين الدين أبو يوسف يعقوب بن عبد الرفيع ابن زيد الزبيرى، المعروف بابن الزبير نسبة إلى الزبير بن العوام الأسدى رضى الله عنه. وكانت وفاته فى ليلة الأربعاء رابع عشر شهر ربيع الآخر. ومولده سنة ست وثمانين وخمسمائة. وكان عالما فاضلا رئيسا يتكلم باللغة التركية. وزر للملك المظفر فظفر، ثم وزر بعده للسلطان الملك الظاهر أياما، ثم عزله، فلزم داره إلى أن مات، رحمه الله تعالى، وكان له شعر حسن رقيق.
وفيها: توفى الشيخ الإمام الخطيب أصيل الدين أبو عبد الله محمد بن إبراهيم ابن عمر بن على العوفى الأسعردى المولد. قدم دمشق فى الدولة الصالحية وولى الخطابة بها. ثم عزل بالشيخ عز الدين بن عبد السلام، وعاد ثم عزل بالقاضى عماد الدين بن الحرستانى. وانتقل إلى الديار المصرية صحبة الملك المظفر فى سفرته التى قتل فيها. وتولى خطابة الجامع الصالحى خارج بابى زويلة.
وتولى نيابة الحكم بالشارع الأعظم نيابة عن قاضى القضاة بدر الدين السنجارى.
واستمر على الخطابة والحكم إلى أن توفى فى يوم الجمعة رابع عشر جمادى الآخرة سنة ثمان وستين فى بيت الخطابة قبل صلاة الجمعة، وجاء ريس المؤذنين كما جرت العادة فوجده ساجدا وعليه ثياب الخطابة وقد قضى نحبه، فأحضر ولده فى تلك الساعة وأعلم بموت والده، فطلع المنبر وخطب وصلى بالناس. ودفن الخطيب فى بكرة يوم السبت بسفح المقطم بقرافة سارية. وكان لطيفا حسن العبادة والصوت. وله تصانيف ونظم ونثر، رحمه الله تعالى.