للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وورد الخبر أن جماعة من التتار أغاروا على عين تاب، وتوجهوا إلى عمق حارم «١» فى نصف شهر ربيع الأول، فكتب [السلطان] إلى الديار المصرية بتجريد الأمير بدر الدين بيسرى بثلاثة آلاف فارس، وتوجه بذلك صارم الدين المشرقى، وخرج من دمشق الثالثة من نهار الأحد ثامن عشر شهر ربيع الأول، ودخل القاهرة الثالثة من ليلة الأربعاء حادى عشرينه، فخرج الأمير بدر الدين بيسرى والعسكر بكرة نهار الأربعاء المذكور.

ووصل الأمير شمس الدين أستاد الدار بالعسكر المجرد وكانوا على جينين وهم خمسمائة فارس. وكان التتار قد أغاروا على حارم والمروج وقتلوا جماعة، وتأخر ابن مجلى والعسكر الحلبى إلى حماة، وجفل أهل دمشق، وبلغت قيمة الجمل ألف درهم، وأجرته إلى مصر مائتى درهم.

ووصل الأمير بدر الدين بيسرى والعسكر إلى دمشق فى رابع شهر ربيع الآخر، وتوجه السلطان بالعسكر إلى حلب، وجرد الأمير شمس الدين أستاد الدار وجماعة معه إلى مرعشن، وجرد الأمير الحاج علاء الدين طيبرس الوزيرى والأمير شرف الدين عيسى بن مهنا إلى حران والرها، فتوجها ووصلا إلى حران، فاتصل الخبر بمن فيها من نواب التتار فخرجوا فالتقاهم الأمير شرف الدين عيسى وطاردهم وطاردوه، ثم وصل العسكر فخرج عليهم كمينه، فلما رأوه نزلوا عن خيولهم، وقبلوا الأرض، وألقوا سلاحهم، فقبضوا عن آخرهم، فكانوا ستين رجلا. ثم سار الأمير علاء الدين طيبرس إلى حران، فلما أشرف عليها أغلق من فيها أبوابها وتركوا بابا واحدا، فخرج منه الشيخ محاسن أحد أصحاب الشيخ