فأخذه وأخفاه. ومعاد إلى الشيخ، وأخبره أنه غسله. ثم اشتغل بهذا العلم، وتوجه إلى التتار، واجتمع بالخوانين وأراهم من هذا العلم، ما اقتضى تمسكهم به، وحظى عند والدة السلطان أحمد، فى صغر أحمد، وتألّف به فلما ملك التتار، حكّمه فى سائر ممالكه. ورسم له أن يركب بالجتر، فركب به، ثم جهزه فى هذه الرسالة فمات. وبقى أصحابه فى الاعتقال مدة، وضيّق عليهم. ثم كتب الأمير حسام الدين لاجين نائب السلطنة بالشام، إلى السلطان بسببهم، فرسم بإطلاقهم.
واستمر الأمير شمس الدين فى الاعتقال، ونقل إلى قلعة الجبل، واعتقل بها مدة طويلة. ثم أفرج عنه بعد ذلك، وولى نيابة دار العدل بالديار المصرية.
وفى سنة اثنتين وثمانين أيضا، وصل من جهة تدان منكو «١» ، الجالس على كرسى الملك، ببيت بركة، نفران من فقهاء القفجاق، وهما مجد الدين أطا ونور الدين وأحضرا على أيديهما كتابا من جهته بالخط المغلى، فقرئ فكان مضمونه، أنه دخل فى دين الإسلام، وأنه أقام شرائع الملة المحمدية، وأوصى على الفقيهين «٢» الواصلين بكتابه، وأن يساعدا «٣» على الحج المبرور. وذكرا من ألسنتهما مشافهة، أن الملك سأل السلطان، أن ينعته نعتا، يتسمى به من أسماء المسلمين،