للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ما حيلتى قربونى من محبتهم ... وحال دونهم التقريب والخبب «١»

وعرضتا على الشيخ شرف الدين بن الفارض. فأنشد مخاطبا لابن اسرائيل عجز بيت من أبيات ابن الخيمى:

لقد حكيت ولكن فاتك الشنب

وحكم بالقصيدة لابن الخيمى. واستحسن بعض من حضر المجلس من الأدباء أبيات ابن اسرائيل، وقال: من ينظم مثل هذه الأبيات، ما الحامل له على ادعاء ما ليس له؟. فقال ابن الخيمى: هذه سرقة عادة، لا سرقة حاجة.

وانفصل المجلس. وفارق الشيخ نجم الدين بن إسرائيل من وقته الديار المصرية، وتوجه إلى الشام. ولما بلغت هذه الواقعة القاضى شمس الدين أحمد بن خلكان وهو إذ ذاك يتولى نيابة الحكم بالقاهرة، خلافة عن قاضى القضاة بدر الدين السنجارى، رحمهما الله تعالى، أرسل إلى الشيخ شهاب الدين ابن الخيمى، يطلب منه الأبيات التى نظمها، وادعاها ابن اسرائيل، فذيلها بأبيات وهى:

إن كان يرضيهم إبعاد عبدهم ... فالعبد منهم بذاك البعد مقترب

والهجر إن كان يرضيهم بلا صبب ... فإنه من لذيذ الوصل محتسب

وإن هم احتجبوا عنى فإن لهم ... فى القلب مشهور حسن ليس يحتجب