للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

السلطان برفع مجمع من الطعام لفطوره، فرفع له. وبقى السلطان يحادثه سرا، ويؤانسه ويشغله عن القيام، إلى أن رفع السماط. وخرج الأمراء، وقام الأمير بدر الدين معهم على عادته. فلما انتهى إلى بعض الإيوان، استدعاء السلطان، فعاد إليه. فقام له أيضا وجلس معه، وحدّثه طويلا. والحجاب والنقباء يستحثون الأمراء على الخروج «١» . ثم قام [بيسرى] «٢» ، فاستدعاه [السلطان] «٣» أيضا، فعاد إليه. وقام السلطان له، وجلس معه وتحدثا.

قال الحاكى لى: ورأيت السلطان قد ناوله شيئا من جيبه، ما أعلم ما هو، فتناوله الأمير بدر الدين، ووضعه فى جيبه، وقبّل يد السلطان وفارقه. وقد خلى المجلس والدهاليز إلا من المماليك السلطانية. فلما خرج، أتاه الأمير سيف الدين طقجى، والأمير علاء الدين ايدغدى شقير الحسامى، وعدلا به إلى جهة أخرى.

وقبض ايدغدى شقير على سيفه، وأخذه من وسطه، ونظر إليه طقجى وبكى عند القبض عليه. وتوجها به إلى المكان الذى جهز لاعتقاله به. ولم يزل الأمير بدر الدين معتقلا إلى أن مات، فى الدولة الناصرية على ما نذكره إن شاء الله تعالى «٤» .

وقبض السلطان أيضا على الأمير سيف الدين الحاج بهادر الحلبى الحاجب، ونقل الأمير سيف الدين كرد أمير آخور إلى الحجبة «٥» . وقبض على الأمير شمس