للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

إنى أعوذ بروح أن يقدّمنى ... الى القتال فتخزى بى بنو أسد

إن البراز الى الأقران أعلمه ... مما يفرّق بين الرّوح والجسد

قد حالفتك المنايا إذ رصدت لها ... وأصبحت لجميع الخلق كالرّصد

إنّ المهلّب حبّ الموت أورثكم ... فما ورثت اختيار الموت عن أحد

لو أنّ لى مهجة أخرى لجدت بها ... لكنها خلقت فردا فلم أجد

قال: فضحك روح وأعفانى.

قال: وشرب أبو دلامة في بعض الحانات وسكر، فمشى وهو يميل، فلقيه العسس فأخذه؛ فقيل له: من أنت؟ وما دينك؟ فقال:

دينى على دين بنى العبّاس ... ما ختم الطّين على القرطاس

إذا اصطحبت أربعا بالكاس ... فقد أدار شربها براسى

فهل بما قلت لكم من باس

فأخذوه وخرقوا ثيابه وساجه «١» ، وأتى به الى أبى جعفر، فأمر بحبسه مع الدّجاج فى بيت. فلما أفاق جعل ينادى غلامه مرّة وجاريته أخرى فلا يجيبه أحد، وهو مع ذلك يسمع صوت الدّجاج وزقاء «٢» الديك. فلمّا أكثر قال له السجّان:

ما شأنك؟ قال: ويلك! من أنت؟ وأين أنا؟ قال: أنت في الحبس، وأنا فلان السجّان. قال: ومن حبسنى؟ قال: أمير المؤمنين. قال: ومن خرق طيلسانى؟

قال: الحرس. فطلب أن يأتيه بدواة وقرطاس، ففعل فأتاه؛ فكتب الى أبى جعفر المنصور يقول:

أمير المؤمنين فدتك نفسى ... علام حبستنى وخرقت ساجى