للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وأما ما ادعوه من سلوك سنن المرسلين واقتفاء آثار المتقدّمين، فى انفاذ الرسل أولا، فقد تلمحنا هذه الصورة، وفهمنا ما أوردوه من الآيات «١» المسطورة. والجواب عن ذلك أن هؤلاء الرسل ما وصلوا إلينا [إلا «٢» ] وقد دنت الخيام من الخيام، وناضلت السهام السّهام، وشارف القوم القوم. ولم يبق للقاء إلا يوم أو بعض يوم، وأشرعت «٣» الأسنّة من الجانبين، ورأى كلّ خصمه رأى العين. وما نحن ممن لاحت «٤» له رغبة راغب، فتشاغل عنها ولهى، ولا ممن يسالم فيقابل «٥» ذلك بجفوة النفار «٦» ، والله تعالى يقول: وَإِنْ جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَها

«٧» . كيف والكتاب بعنوانه. وأمير المؤمنين على بن أبى طالب، رضى الله عنه، يقول:

«ما أضمر إنسان شيئا إلا ظهر، فى صفحات وجهه وفلتات لسانه» .

ولو كان حضور هؤلاء الرسل والسيوف وادعة فى أغمادها، والأسنة «٨» مستكنّة فى أعوادها، والسهام غير مفوفة، والأعنة غير مطلقة، لسمعنا خطابهم وأعدنا جوابهم.