للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وأما ما أطلقوا به لسان قلمهم «١» ، وأبدوه من غليظ كلمهم فى قولهم: فصبرنا على تماديكم فى غيكم، وإخلادكم إلى بغيكم. فأىّ صبر ممن أرسل عنانه إلى المكافحه، قبل إرسال رسل المصالحه، وجاس خلال الديار قبل ما زعمه من الإنذار والأعذار؟ وإذا فمكروا فى هذه الأسباب، ونظروا فيما صدر عنهم من خطاب، علموا «٢» العذر فى تأخير «٣» الجواب، وما يتذكر «٤» إلا أولوا الألباب.

وأما ما تحججوا «٥» به «٦» مما اعتقدوه من نصره، وظنّوه من أن الله جعل لهم على حزبه الغالب [فى] «٧» كل كرة الكرة. فلو تأملوا ما ظنوه ربحا، لوجدوه هو الخسران المبين. ولو أنعموا النظر فى ذلك، لما كانوا به مفتخرين، ولتحقّقوا أن الذى اتفق لهم، كان غرما «٨» لا غنما، وتدبروا معنى قوله تعالى، (إِنَّما نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدادُوا إِثْماً «٩»

. ولم يخف عنهم من أبلته «١٠» السيوف الإسلامية منهم. وقد رأوا عزم من حضر من عساكرنا، التى لو كانت مجتمعه عند اللقاء، ما ظهر خبر عنهم.