للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

عبد الله ابن شيخ الشيوخ عماد الدين أبى حفص عمر بن على بن محمد بن حمّوية الجوينىّ فى يوم الاثنين سابع عشرين شهر ربيع الأول بالخانقاه السميساطية [١] بدمشق، ودفن من الغد بسفح قاسيون، وولى مشيخة الشيوخ بعده قاضى القضاة بدر الدين محمد بن جماعة [٢] ، وذلك باتفاق من الصوفية وسؤالهم، فاجتمع له بدمشق قضاة القضاة، وخطابة الجامع الأموى، ومشيخة الشيوخ وغير ذلك من الأنظار والتدريس.

وفيها كانت وفاة الخليفة الحاكم بأمر الله أبى العباس أحمد العباسى فى ثامن عشر جمادى الأولى، وبويع ولده المستكفى بالله أبو الربيع سليمان، وقد تقدم ذكر ذلك فى أخبار الخلفاء العباسيين.

وفيها توفى الأمير علاء الدين مغلطاى التقوىّ المنصورىّ أحد الأمراء بدمشق فى رابع وعشرين شهر رجب، وأقطع خبره للأمير سيف الدين بكتمر الحسامى أمير آخور [٣] ، وكان أخرج من الديار المصرية فى هذه السنة لقربه من السلطان وخدمته له وتمكنه منه، فعزل من وظيفة أمير آخورية، ووليها الأمير علم الدين سنجر [٤] الصالحى، ووصل الأمير سيف الدين بكتمر إلى دمشق بغير إقطاع، فلما مات التقوى أنعم عليه بإقطاعه، ثم كان من أمره وتنقّله ما نذكره.

وفيها كانت وفاة الشيخ الإمام الشهيد شرف الدين أبى الحسين على بن الشيخ الحسن الإمام العلامة الحافظ تقى الدين أبى عبد الله محمد بن اليونينىّ [٥] الحنبلى ببعلبك فى يوم الخميس حادى عشر شهر رمضان فى


[١] الخانقاه السميساطية- نسبة إلى أبى القاسم على بن محمد السميساطى السلمى المعروف بالحبيش المتوفى بدمشق سنة ٤٥٣ هـ وكان قد اشترى مكان هذه الخانقاه وبناها، (الدارس فى تاريخ المدارس ٢:
١٥١ وما بعدها، ياقوت: معجم البلدان مادة سميساط) .
[٢] انظر ترجمته فى الدرر الكامنة ٣: ٢٤٨، والوافى بالوفيات ٢: ١٨، والدليل الشافى ٢: ٥٧٨ والبداية والنهاية ١٤: ١٦٣، وشذرات الذهب ٦: ١٠٥، والنجوم الزاهرة ٩: ٢٩٨، وقد توفى سنة ٧٣٣ هـ.
[٣] أمير آخور: اسم فارسى لوظيفة يتولى صاحبها أمر الأشراف على اسطبل السلطان أو الأمير ورعاية ما فيه من خيل وحيوانات (كتاب السلوك للمقريزى، ج ١ ص ٤٣٨، حاشية ٣ للدكتور زيادة) .
[٤] هو علم الدين سنجر بن عبد الله المعروف بأرجواش المنصورى نائب قلعة دمشق، وسترد وفاته فى هذه السنة (النجوم الزاهرة ٨: ١٩٨.
[٥] انظر ترجمته فى الدرر الكامنة ٣: ٩٨، والبداية والنهاية ١٤: ٢٠، والنجوم الزاهرة ٨: ١٩٨، والدليل الشافى ١: ٤٧٦.