للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ولا يزيد على السنة إلّا لمصلحة ظاهرة للوقف، أو ضرورة لابد منها، ويؤجره إذ ذاك مدة تفى أجرتها بالضرورة، ويسلك فى ذلك الاستغلال الشرعى بحيث لا يفّرّط ولا يفرط، ولا يعدل عن السنن المتوسطة، ومهما حصل من ريع الوقف وهو ما ذكره ووصفه وحدّده.

ونحن الآن نذكر الوقف المذكور على القبة والمدرسة بمقتضى كتاب الوقف، ونذكر أجرة كل مكان منه بمقتضى حساب المباشرين، ثم نذكر ما تجدّد من الأماكن الجارية [١٧] فى الوقف المذكور بعد صدور كتاب الوقف المشروح على ما نقف على ذلك إن شاء الله تعالى.

والأماكن الموقوفة بمقتضى الكتاب منها ما هو بالقاهرة المحروسة:

قيسارية أمير [١] . على بخط الشرابشيين [٢] ظاهرها وباطنها، سفلها وعلوها ونربيعيتها، وسائر حقوقها وأجرة هذه القيسارية فى كل شهر على [٣] ما استقر إلى آخر ذى الحجة سنة اثنتين وعشرين وسبعمائة ألف درهم وستمائة درهم وتسعة وخمسون درهما، والقاعة المجاورة للقيسارية المذكورة يتوصل إليها من الزقاق الشارع بدرب قيطون على يسرة السالك فيه إلى أقصاه، وأجرتها فى كل شهر ثمانية وأربعون درهما.

وجميع الرّبع المعروف بالدّهيشة [٤] بخط باب زويلة [٥] . فيما بين البابين


[١] قيسارية أمير على: وكانت تقع بشارع القاهرة الأعظم، وكان يسمى قصبة القاهرة- حاليا يسمى شارع المعز لدين الله الفاطمى- بجوار قيسارية جهاركس، ويفصل بينهما درب قيطون عرفت بالأمير على بن عبد الملك المنصور قلاوون (الخطط للمقريزى ٣: ١٤٠) .
[٢] خط الشرابشيين: كان فى الشارع الأعظم فى المسافة المحصورة حاليا بين شارع الأزهر وبين عطفة البارودية، وكان تباع فيه الشرابيش وهى لباس الرأس، وأخذ منها لفظ الطربوش المعروف (الخطط للمقريزى ٢: ٩٩) .
[٣] هذا الدرب يعرف حاليا بحارة البارودية (النجوم الزاهرة ٨: ٢٠٩، ٩: ٢١٤) .
[٤] ربع الدهيشة: هذا الربع ضمن أعيان وقف رضوان بك الغفارى تجاه جامع الصالح طلائع بن رزيق فى أول قصبة رضوان على اليمين من باب زويلة. وقد أنشئ على جزء من أرضه زاوية الدهيشة نقلا من مكانها الأصلى، لأنها كانت تزاحم الطريق العام أمام باب زويلة ونقلت بمعرفة مصلحتى التنظيم والآثار سنة ١٣٤٢ هـ (خطط المقريزى ٢: ٢١٢، وهامش النجوم الزاهرة ٨: ٢١٠) .
[٥] باب زويلة: بناه بدر الجمالى وزير الخليفة المستنصر الفاطمى سنة ٤٨٤ هـ ورفع أبراجه، ولما أنشأ الملك المؤيد شيخ المحمودى، مسجده داخل باب زويله هدم الأبراج وأقام على أساسها مئذنتى مسجده، ولا يزال باب زويله موجودا إلى اليوم على رأس شارع المعز لدين الله الفاطمى الذى يوصل بين هذا الباب وباب الفتوح. والعامة يسمونه «بوابة المتولى» لأن متولى الحسبة فى الزمن الماضى كان يجلس بهذا الباب لتحصيل العوائد والرسوم من أصحاب الأملاك ومن التجار، وللنظر فيما يعرض عليه يوميا من قضايا المخالفات والفصل فيها (هامش النجوم الزاهرة ٨: ٤٧) .