للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أن يدافع عنه ويكتب فى حقه فوصل مملوكه سيف الدين الطنقش من الديار المصرية وأخبر باشتداد الحال عليه وقيام الأمير ركن الدين بيبرس الجاشنكير وذكر له كلام قاضى القضاة زين الدين فعند ذلك أمر بإرساله وإرسال قاضى القضاة نجم الدين فتوجها فى يوم الإثنين ثانى عشر شهر رمضان فتوجه القاضى نجم الدين فى الخامسة من النهار وتوجه تقى الدين فى التاسعة وصحبته جماعة من أصحابه منهم تقى الدين بن سنقر [١] وزين الدين بن زين الدين بن منجا وشمس الدين التدمرى وفخر الدين وعلاء الدين أولاد شرف الدين الصايغ وابن بحبح وشرف الدين عبد الله أخو الشيخ وكان وصولهم إلى القاهرة فى يوم الخميس ثانى عشرين شهر رمضان وعقد مجلس بدار النيابة بقلعة الجبل وحضره الأمير ركن الدين بيبرس الجاشنكير وغيره من الأمراء والقضاة والعلماء وذلك بعد صلاة الجمعة الثالث والعشرين من الشهر [٣٥] فادعى القاضي شمس الدين محمد بن عدلان [٢] دعوى شرعية على تقى الدين فى عقيدته عند قاضى القضاة زين الدين [٣] فى المجلس وطالبه بالجواب فنهض تقى الدين قائما وقال: الحمد لله وأراد أن يذكر خطبة ووعظا، ويذكر عقيدته فى أثناء ذلك فقيل له أجب عما أدعى عليك به ودع هذا فلا حاجه لنا بما تقول فأراد أن يعيد القول فى الخطبة فمنع وطولب بالجواب فقال: عند من الدعوى علىّ؟ فقيل عند قاضى القضاة زين الدين المالكى فقال هو عدوى وعدو مذهبى فلم يرجع إلى قوله ولما لم يأت بجواب أمر قاضى القضاة زين الدين باعتقاله على رد الجواب فأقيم من المجلس واعتقل هو وأخواه شرف الدين عبد الله وعبد الرحمن وحبسوا فى برج فتردد إليه بعض الناس فاتصل ذلك بقاضى القضاة زين الدين فأمر بالتضييق عليه، فنقل إلى الجب فى ليلة عيد الفطر وكتب مثال شريف سلطانى وسير إلى دمشق فى أمر تقى الدين والحنابلة ونسخته [٤] .


[١] كذا فى ك. وفى ص، والسلوك ٢/١/١١ «ابن شقير» .
[٢] أنظر ترجمته فى النجوم الزاهرة ٩: ٢٦٢، وذيول العبر ص ٢٧٠، وشذرات الذهب ٦: ١٦٤، والدرر الكامنة ٣: ٣٣٣. وقد توفى فى سنة ٧٤٩ هـ.
[٣] هو زين الدين على بن مخلوف بن ناهض النويرى قاضى الملكية بمصر، توفى سنة ٧١٨ هـ. «البداية والنهاية ١٤: ٩٠، وشذرات الذهب ٦: ٤٩، والدرر الكامنة ٣: ١٢٧، والسلوك للمقريزى ٢/١: ١٧٩) .
[٤] ورد نص هذا المثال السلطانى فى كتاب كنز الدرر وجامع الغرر ص ٩: ١٤٠ وما بعدها وقد راجعت عليه النص المخطوط.