للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفيها فى يوم الثلاثاء ثامن عشر ذى الحجة أعيد الأمير سيف الدين بكتمر الحسامى إلى الحجبة بالشام وولى وظيفة الشد بدمشق الأمير جمال الدين آقصى الرستمى نقل من ولاية الولاة بالضفة القبلية إلى هذه الوظيفة ببذل وهو ثمانمائه ألف درهم فى أربع سنين واشترط أنه لا يحدث حادثا ولا يجدد رسما وباشر الوظيفة في يوم الخميس العشرين من الشهر وحضر الأمير سيف الدين بكتمر معه إلى الديوان حتى رتبه فى الوظيفة وتوجه الأمير عز الدين حسين بن صبرة إلى الضفة القبلية والى الولاة وكان خروجه لذلك فى ثامن المحرم سنة سبع وسبعمائة.

وفى سنة ست وسبعمائة أيضا فى تاسع جمادى الأولى ورد إلى دمشق فقير أعجمى اسمه براق فى جمع كثير من الفقراء، وشعارهم أنهم يحلقون لحاهم ويبقون شواربهم ويلبسون على رءوسهم كلاوت من اللباد الأبيض يتعممون فوقها وفوق الكلاوت قرون ومعهم أجراس فأنزلهم نائب السلطنة بالمنيبع [١] ورتب لهم راتبا كثيرا ثم توجه براق ومن معه إلى القدس وقصد دخول الديار المصرية فلم يؤذن له فى ذلك فرجع، ومن سنة هؤلاء أنه [٢] من تأخر منهم عن صلاة فى وقتها ضرب أربعين سوطا وفيها توفى الطواشى عز الدين دينار الغزنوى [٣] الخزندار الظاهرى الدوادار الناصرى، كان دوادار السلطان الملك الناصر، وناظر الأوقاف الظاهرية، وكانت وفاته فى يوم الثلاثاء سابع شهر ربيع الأول، وكان ديّنا خيّرا، كثير المطالعة، لين الجانب، يحب أهل الخير ويكرمهم- رحمه الله تعالى-[٤] .

وفيها توفى الأمير عز الدين أيبك الطويل الخازندار المنصورى بدمشق فى حادى عشر شهر ربيع الأول، ودفن بقاسيون وكان مشكور السيرة والديّانة- رحمه الله تعالى-.


[١] المنيبع: محلة غربى دمشق، ومن متنزهاتها (ذيول العبر ص ٢٤ هامش) .
[٢] فى ك «أنهم» والمثبت من ص، وف.
[٣] كذا فى الأصول. وفى النجوم الزاهرة ٨: ٢٢٥ وفهارس هذا الجزء «الطواشى عز الدين العزيزى الخازندار الظاهرى.
[٤] هذا اللفظ ساقط من ك، والمثبت من ص، وف.