للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وغيرها، وأن يحمل على جمالها من عجز عن المشى، فامتثل أمره ورفق بالناس غاية الرفق واتصل به أن كريم الدين وكيله قد ضيق على بعض من معه فى العطاء والرواتب، فنقم عليه وضربه وهمّ بقتله مع تمكنه من دولته ثم استعطف عليه فسكن غضبه ووصل إلى السلطان هدايا النواب وتقادمهم والإقامات الوافرة والفواكه من حين خرج من مكة شرفها الله تعالى.

ولما وصل السلطان إلى وادى بنى سالم فى عوده وهو من المدينة على ثلاث مراحل جهز الأمير ناصر الدين محمد بن الأمير سيف الدين أرغون، والأمير سيف الدين قطلوبغا المعزّى بالبشارة بمقدمه، فوصلا إلى القاهرة فى يوم الثلاثاء مستهل المحرم، وعلى أيديهما كتب البشائر فضربت البشائر [١] وزينت المدينتان أحسن زينة وبات الناس فى حوانيتهم ليالى واستبشروا بسلامته [٢] .

وكانت غيبة السلطان الملك ناصر الدين محمد عن القاهرة فى ذهابه وحجه وعوده ثلاثة وأربعين يوما.

ثم وصل السلطان إلى قلعة الجبل فى بكرة نهار السبت الثانى عشر من المحرم ستة عشرين وسبعمائة، ولما مر بعقبة أيلة وشاهد ضيقها وصعوبة مسلكها أمر بترتيب جماعة من الحجارين لإصلاح طريقها، وقطع ما بها من الصخور المانعة من السلوك المضيقة على الناس فسطرت هذه المثوبة العظمى فى صحائف حسناته.

وفى سنة تسع عشرة وسبعمائة توفى الأمير سيف الدين كراى المنصورى [٣] بمعتقله بالبرج بقلعة الجبل فى يوم السبت سادس عشر المحرم رحمه الله تعالى [١٢٩] .

وتوفى الأمير سيف الدين أغزلوا [٤] العادلى أحد الأمراء الأكابر مقدمى الألوف بدمشق، فى يوم الخميس سلخ جمادى الأولى بداره بظاهر دمشق ودفن


[١] ما بين القوسين من ص، وف.
[٢] مكان هذه الكلمة بياض فى ك، والمثبت من ص، وف.
[٣] أنظر الدرر الكامنة لابن حجر: ٣: ٣٥١، وذيول العبر ١٠٧، والنجوم الزاهرة لابن تغرى بردى ٩: ٢٤٥.
[٤] كذا فى الأصول. وفى السلوك ٢/١: ١٩٩ «أغرلوا» وأنظر الوافى بالوفيات ٩: ٢٩٤، والدرر الكامنة ١: ٤١٧، والدليل الشافى ١: ١٣٥، والبداية والنهاية ١٤: ٩٤، وشذرات الذهب ٦: ٥٢.