للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وحصل بينهم وبين عسكر الظاهر زحوف كثيرة، ولم ينالوا من الحصن شيئا، فرجعوا وتركوا أكثر أثقالهم وخيامهم، فخرج أصحاب الظاهر من المنصورة، فانتهبوا ذلك.

وفى آخر سنة اثنتين وعشرين اختل أمر المخلاف، وخرج عن السلطنة، وثار به مشايخ العربان والقبائل، وملكوا أملاك الملوك، ونهبوا جبلة، وأخذوا جميع ما فيها حتى حصر المسجد الجامع، وخالف بنو فيروز وعسكر الدروب، واتسعت دائرة الخلاف.

وفى سنة ثلاث وعشرين وسبعمائة التحق جماعة من الجند إلى الملك الظاهر، وجماعة من عرب ذمار، فأكرمهم، وصاروا يغيرون على أطراف بلاد الملك المجاهد، وسار جماعة من المماليك إليه، ووصل إليه الأمير غياث الدين محمد بن يحيى بن منصور الشبابى [١] ، فأكرمه، وكاتب الأمير بدر الدين حسن بن الأسد والى ذمار، فأجابه، وكان فى جملة المماليك البحرية جماعة يكاتبون الظاهر، ويميلون إليه، منهم،: الأمير عز الدين أيبك الدوادار المؤيدى فجيش الأمير بدر الدين حسن ابن الأسد، وجمع وحشد، ودخل إلى الجند قاصدا حصار تعز، وأمده الظاهر بأموال جمة من الذهب والفضة، فخرج إليه العسكر المجاهدى، ومقدمهم إبراهيم بن شكر، وكان قد نزل إلى المجاهد من بلاده لما عاد الملك إليه، ومعهم الفائز قطب الدين بن أخى المجاهد، فلما تراءى الجمعان/ (١٨٣) نكس جماعة من المماليك والجند رماحهم، والتحقوا بعسكر الظاهر، وصار العسكر بكماله ظاهريا، وعاد الفائز من ليلته بمساعدة إبراهيم بن شكر، وحصل بين ابن شكر وبين الأمير بدر الدين حسن بن الأسد أيمان وعهود [٢] ، وأجمع العسكر على دخول تعز، ولاقاهم الأمير غياث الدين بن الشبابى [١] من ناحية الدملوة، وضربت الخيام بمزارع عدنية، وأقامت المحطة سبعة أيام، وكان أهل تعز فى أشد ما يكون من التعب من قوة الحصار، ثم التحق جماعة من العسكر بالمجاهد، فارتفعت المحطة.


[١] كذا فى أ، ك، وفى الخزرجى (٢/١١) «الغياث بن الشيبانى» .
[٢] فى الخزرجى (٢/١١) ورجع ابن شكر إلى تعز على موادعة بينه وبين ابن الأسد.