للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الملك الكامل سيف الدين أبى بكر [١] شادى ابن الملك الموحّد تقى الدين عبد الله بن الملك المعظم غياث الدين طورانشاه بن الملك الصالح نجم الدين أيوب بن الملك الكامل ناصر الدين محمد بن الملك العادل سيف الدين أبى بكر محمد بن أيوب، وهو صاحب حصن كيفا.

وكان سبب حضوره أنه أقام مدة سنين لا ينزل من الحصن إلى نواب الملك أبى سعيد إذا حضروا إلى البلاد على جارى عاداتهم، بل يرسل إليهم الهدايا والتقادم الجارية بها العادة، وتحصن بالحصن، ثم شرع بنهب من ينفرد من التتار، ويتعرض إلى إقطاع الأمير الذى أقطع له أعمال حصن كيفا، فشكاه الأمير المقطع إلى الملك أبى سعيد، وقال: إنه يأخذ أكثر ما يتحصل من إقطاعه، وأنهى إلى الملك أنه عصى بالحصن، وأنه لا ينزل إلى نائب الملك إذا وصل، فكتب أبو سعيد إلى نائبه فى تلك الجهة يستعلم منه: هل هو فى الطاعة على عادته أو خرج عنها؟ فأجابه النائب أنه على عادته فى الطاعة، وأنه ينزل إليه إذا حضر إلى جهة الحصن، وأرسل النائب إلى الملك الصالح المذكور يعرفه ما ورد عليه، وما أجاب به، وقدم إليه تقادم كثيرة بسبب ذلك، وواعده أنه إذا وصل إلى الحصن ينزل إليه، ثم خاف على نفسه أنه إن نزل إليه قبض عليه، فحضر إلى الأبواب السلطانية، وأشاع أنه إنما حضر بسبب الحج. أخبرنى بذلك المحقق للحال، وهو الأمير علاء الدين على بن الملك الموحّد، وهو عم الملك الصالح.

ولما وصل الملك الصالح إلى الأبواب السلطانية الملكية الناصرية شمله الإنعام السلطانى بتشريف طردوحش بقصب وكلّوته [٢] بزركش، وحياصة ذهب،


[١] هكذا فى الأصل، وفى السلوك (٢/٢٧٦) سيف الدين أبو بكر بن شادى.
[٢] الكلوته- بتشديد اللام المضمومة- فارسية معناها الطاقية الصغيرة المصنوعة من الصوف، المضربة بالقطن، كانت غطاء الرأس فى الدولتين: الأيوبية والمملوكية، وكانت شارة الأمراء لبسها بغير عمامة فوقها، ولا كلاليب تعقد تحت الذقن وهى الكلبندات. وانظر صبح الأعشى (٤/٤٩) وخطط المقريزى (٢/٩٨ و ٢١٧) ودوزى (الملابس عند العرب ص ٣٧٨) .