للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وهدم رواق الجامع القبلى وباب الجامع الشرقى، وهدم جانبا من الحمام الصالحى/ المعروف بأمير موسى، وبعض الحمام السلطانى، وأخذ ظهارة [١] الجامع والمربعة والمسلخ المعروف بابن معبد، وأخذ ما كان فى مجراه من الجسور والقناطر والأقباء [٢] التى كان يجوز الناس عليها عندما تمدّ الأودية وعدم من عجلون تقدير عشرة أبقار، وهذه قدرة الملك الجبار، فاعتبروا يا أولى الأبصار، وكان مدة تواتر الأمطار والسيل من أول ساعة من النهار المذكور إلى وقت العصر، وفى ذيل المشروح خط جماعة من الشهود.

هذا ما أورده الشيخ شمس الدين الجزرى فى تاريخه.

ونقل الشيخ علم الدين بن البرزالى فى تاريخه نسخة الكتاب الوارد من عجلون فقال:

الحمد لله المحمود فى السراء والضراء، المشكور على الشدة والرخاء الذى يخوّف عباده بما شاء من معضلات اللأواء، ويريهم باهرات قدرته فى ملكوت الأرض والسماء، ثم يعود عليهم برحمته، ويجللهم بسوابغ النعماء، أحمده حمدا يزيد على الإحصاء، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ذو العظمة والكبرياء، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله خاتم الأنبياء، ومبلغ الأنباء صلى الله عليه وعلى آله الأمناء، وأصحابه الأتقياء، صلاة دائمة بلا نفاد ولا انقضاء، وبعد: فإنه لما كان بتاريخ نهار بكرة الأربعاء ثانى عشرين ذى القعدة سنة ثمان وعشرين وسبعمائة أرسل الله تعالى بقدرته ريحا عاصفة، فأثارت سحبا واكفة [٣] فى خلالها بروق خاطفة، ليس لما جاءت به من دون الله كاشفة فطبقت الوهاد، وجللت الآكام، وأطبقت على مدينة عجلون وما قاربها من أرض الشام، ثم أرخت عزاليها [٤] كأفواه القرب، حتى خيّل لمن رآها أن الوعد الحق قد اقترب، فلم يكن إلا كحلب شاة من الضأن، أو ما قارب ذلك من الزمان،


[١] الظهارة- من الثوب وغيره: ما يظهر للعين، وهو خلاف البطانة.
[٢] جمع قبو: الطاق المعقود بعضه إلى بعض فى البناء على شكل قوس (المعجم الوسيط) .
[٣] يقال: وكف الماء وغيره وكفا ووكيفا: سال وقطر، والواكف: المطر المنهل.
[٤] يقال: أرسلت السماء عزاليها: انهمرت بالمطر (المعجم الوسيط) .