للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفيها فى يوم السبت رابع عشر ذى القعدة- بعد أذان العصر- توفى قاضى القضاة شيخ المشايخ علاء الدين أبو الحسن على بن الشيخ نور الدين أبى الفداء إسماعيل بن جمال الدين أبى المحاسن يوسف القونوىّ التبريزى الأصل الشافعى قاضى القضاة بدمشق [١] ، وكانت وفاته ببستان بالسّهم [٢] ظاهر دمشق، وصلّى عليه بمصلى الجامع المظفّرى بكرة نهار الأحد، وأمّ الناس فى الصلاة عليه الخطيب بدر الدين [٣] محمد بن قاضى القضاة بدر الدين محمد بن جلال الدين القزوينى، وحمل إلى تربة اشتراها له الأمير حسام الدين طرنطاى البشمقدار الحاجب بمبلغ أربعمائة درهم بوصية منه أن يدفن فى أرض لم يدفن فيها أحد، فاشترى له دارا كانت لأولاد قمر الدولة، واحترقت لما دخل غازان الشام، فحفر له فى وسط [٤] الدار، وله يومئذ نحو ستين سنة، فإن مولده بقونية [٥] فى سنة ثمان وستين وستمائة تقريبا، وقد ذكرنا من أخباره وحسن سيرته فى ولاية قضاء الشام ما فيه كفاية، رحمه الله تعالى.

وفيها فى ليلة السبت سادس ذى الحجة- بعد أذان العشاء الآخرة- توفى الرئيس الصاحب عز الدين أبو يعلى [٦] حمزة بن الصدر الرئيس مؤيد الدين أبى المعالى أسعد بن الصدر عز الدين أبى غالب المظفر بن الوزير مؤيد الدين أبى المعالى أسعد بن الرئيس العميد أبى يعلى حمزة بن أسد بن على بن محمد التميمى الدمشقى، المعروف بابن القلانسىّ، مولده فى يوم الثلاثاء السادس والعشرين من شهر جمادى [٧] الآخرة سنة تسع وأربعين وستمائة،


[١] ترجمته فى (الدرر ٣/٢٤- ٢٨) والشذرات (٦/٩٠- ٩١) والنجوم (٩/٢٧٩) والسلوك (٢/٣١٥) والدارس فى تاريخ المدارس (١/١٦١)
[٢] السهم: يقع فى حد الصالحية من جهة الغرب إلى القبلة بين أرض أرزة وحارة الجوبان ويقال له السهم الأعلى وانظر: (المروج السندسية فى تلخيص تاريخ الصالحية (٦٥- ٦٧)
[٣] ترجمته فى الدرر (٣/١٨٥) ومولده فى سنة ٧٠١ هـ ووفاته سنة ٧٤٢ هـ
[٤] فى الشذرات (٦/٩١) والدارس فى تاريخ المدارس (١/١٦٢) أنه دفن فى سفح قاسيون.
[٥] فى المراصد ٣/١١٣٤ قونية: من أعظم مدن المسلمين ببلاد الروم (آسيا والصغرى) .
[٦] وردت ترجمته فى الدارس فى تاريخ المدارس (١/٩٦) عند الكلام على دار الحديث القلانسية، ويختلف نسبه عما جاء هنا فقد ذكر أنه: عز الدين أبو ليلى حمزة بن أسعد بن غالب بن المظفر بن الوزير أبى المعالى أسعد بن العميد بن يعلى حمزة.. أحد أمراء دمشق الكبار، وله ترجمة فى الدرر (٢/٧٥) .
[٧] فى الدرر (٢/٧٥) أن مولده سنة تسع وأربعين وستمائة، أو سنة ست وأربعين.