للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الرشيد فقبّل رأسها وقال: قد وهبت لك طلّا ولا أمنعك بعدها من شىء تريدينه.

ولها في طلّ هذا عدّة أشعار صنعت فيها ألحانا، وكانت في بعضها تصحّف اسمه وتكنى عنه بغيره. وكانت أيضا تقول الشعر في خادم لها يقال له: رشأ وتكنى عنه بزينب.

فمن شعرها فيه:

وجد الفؤاد بزينبا ... وجدا شديدا متعبا

أصبحت من كلف بها ... أدعى شقيّا منصبا

ولقد كنيت عن اسمها ... عمدا لكى لا تغضبا

وجعلت زينب سترة ... وكتمت أمرا معجبا

قالت وقد عزّ الوصا ... ل ولم أجد لى مذهبا

والله لا نلت المودّة ... أو تنال الكوكبا

فصحّفت اسمه في قولها: «زينبا» ؛ وهذا من الجناس الخطّى. قال: وكانت لأمّ جعفر جارية يقال لها طغيان، فوشت بعليّة إلى رشأ وحكت عنها ما لم تقل.

فقالت عليّة:

لطغيان خفّ مذ ثلاثين حجّة ... جديد فلا يبلى ولا يتخرّق

وكيف بلى خفّ هو الدهر كلّه ... على قدميها في السماء «١» معلّق

فما خرقت خفّا ولم تبل جوربا ... وأمّا سراويلاتها فتمزّق

وروى عن أبى هفّان قال:

أهديت للرشيد جارية في غاية الجمال؛ فخلا معها يوما وأخرج كلّ قينة في داره واصطبح. وكان من حضر من جواريه الغناء والخدمة في الشراب زهاء ألفى جارية فى أحسن زىّ من كل نوع من أنواع الثياب والجوهر. واتّصل الخبر بأمّ جعفر