إنى إذا ما لم تصلنى خلّتى ... وتباعدت عنّى اغتفرت بعادها «١»
[إمّا ترى شيبى تقشّع لمّتى ... حتى علا وضح يلوح «٢» سوادها
فلقد ثنيت يد الفتاة وسادة ... لى جاعلا يسرى يدىّ وسادها
وأصاحب الجيش العرمرم فارسا ... فى الخيل أشهد كرّها وطرادها
وقصيدة قد بتّ أجمع بينها ... حتى أقوّم ميلها وسنادها «٣»
نظر المثقّف في كعوب قناته ... حتى يقيم ثقافه منآدها «٤»
فسترت عيب معيشتى بتكرّم ... وأتيت في سعة النعيم سدادها «٥»
وعلمت حتى ما أسائل واحدا ... عن علم واحدة لكى أزدادها]
صلّى الإله على امرىء ودّعته ... وأتمّ نعمته عليه وزادها
وإذا الربيع تتابعت أنواؤه ... فسقى خناصرة الأحصّ فجادها «٦»
نزل الوليد بها فكان لأهلها ... غيثا أغاث أنيسها وبلادها
أولا ترى أن البريّة كلّها ... ألقت خزائمها إليه فقادها
ولقد أراد الله إذ ولّاكها ... من أمّة إصلاحها ورشادها
أعمرت أرض المسلمين فأقبلت ... وكففت عنها من يروم فسادها
وأصبت في أرض العدوّ مصيبة ... عمّت أقاصى غورها ونجادها
ظفرا ونصرا ما تناول مثله ... أحد من الخلفاء كان أرادها