للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فإذا نشرت له الثناء وجدته ... جمع المكارم طرفها وتلادها

[غلب المساميح الوليد سماحة ... وكفى قريش المعضلات وسادها

تأتيه أسلاب الأعزّة عنوة ... قسرا ويجمع للحروب عتادها

وإذا رأى نار العدوّ تضرّمت ... سامى جماعة أهلها فاقتادها

بعرمرم تبدو الرّوابى ذى وعى ... كالحرّة احتمل الضحى أطوادها «١»

أطفأت نارا للحروب وأوقدت ... نار قدحت براحتيك زنادها

فبدت بصيرتها لمن يبغى الهدى ... وأصاب حرّ شديدها حسّادها

وإذا غدا يوما بنفحة نائل ... عرضت له الغد مثلها فأعادها

واذا عدت خيل تبادر غاية ... فالسابق الجالى يقود جيادها]

فأشار الوليد إلى بعض الخدم فغطّوه بالخلع، ووضعوا بين يديه كيس الدنانير وبدر الدراهم، ثم قال الوليد: يا مولى بنى نوفل بن الحارث لقد أوتيت أمرا جليلا فقال ابن سريج: وأنت يا أمير المؤمنين لقد آتاك الله ملكا عظيما وشرفا عاليا وعزا بسط يدك فيه فلم يقبضه عنك ولا يفعل إن شاء الله، فأدام الله لك ما ولّاك وحفظك فيما استرعاك؛ فإنك أهل لما أعطاك، ولا ينزعه منك إذ رآك له موضعا.

قال: يا نوفلىّ، وخطيب أيضا! قال ابن سريج: عنك نطقت، وبلسانك تكلّمت، وبعزّك بيّنت، وكان قد أمر بإحضار الأحوص بن محمد الأنصارىّ وعدىّ بن الرّقاع العاملىّ، فلما قدما عليه أمر بإنزالهما حيث ابن سريج فأنزلا منزلا بجوار منزله.

فقالا: والله لقرب أمير المؤمنين كان أحبّ إلينا من قربك يا مولى بنى نوفل، وإن فى قربك لما يلذّنا ويشغلنا عن كثير مما نريد. فقال لهما ابن سريج: أو قلّة شكر!