للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وله من قصيدة طويلة أوّلها:

سلّام هل لى منكم ناصر ... أم هل لقلبى عنكم زاجر

قد سمع الناس بوجدى بكم ... فمنهم اللائم والعاذر

فى أشعار كثيرة يطول الشرح بذكرها. ومدحها الأحوص أيضا بشعر كثير.

وقال فيها أيضا ابن قيس الرّقيّات.

وروى أبو الفرج الأصفهانىّ قال: كانت سلّامة وريّا أختين، وكانتا من أجمل النساء وأحسنهنّ غناء؛ فاجتمع الأحوص وابن قيس الرقيّات عندهما. فقال لهما ابن قيس الرقيّات: إنى أريد أن أمدحكما بأبيات فأصدق فيها و [لا [١]] أكذب.

فإن أنتما غنيّتمانى بذلك وإلّا هجوتكما ولم أقربكما أبدا. قالتا: فما قلت؟ قال: قلت:

لقد فتنت ريّا وسلّامة القسّا ... فلم يتركا للقسّ عقلا ولا نفسا

فتاتان أمّا منهما فشبيهة ال ... هلال وأخرى منهما تشبه الشمسا

تكنّان أبشارا رقاقا وأوجها ... عتاقا وأطرافا مخضّبة ملسا

فغنّته سلّامة فاستحسنه. وقال ابن قيس الرقيّات للأحوص: يا أخا الأنصار، ما قلت؟ قال قلت:

سلّام هل لمتيّم تنويل ... أم قد صرمت وغال ودّك غول

لا تصرمى عنّى ولاءك إنه ... حسن لدىّ وإن بخلت جميل

أزعمت أنّ مودّتى وصبابتى ... كذب وأنّ زيارتى تقليل [٢]

فغنّت الأبيات. فقال ابن قيس الرقيّات: أحسنت والله! ما أظنك إلا عاشقة لهذا الجلف. فقال له الأحوص: وما الذى أخرجك إلى هذا؟ قال: حسن غنائها


[١] التكملة عن الأغانى.
[٢] فى الأغانى: «تعليل» .