وقال الحمدونىّ:
وناطق بلسان لا ضمير له ... كأنه فخذ نيطت إلى قدم
يبدى ضمير سواه فى الحديث كما ... يبدى ضمير سواه الخطّ بالقلم
وقال كشاجم:
جاءت بعود كأنّ نغمته ... صوت فتاة تشكو فراق فتى
مخفّف خفّت النفوس به ... كأنما الزّهر حوله نبتا
دارت ملاويه فيه واختلفت ... مثل اختلاف الكفّين شبّكتا
لو حرّكته وراء منهزم ... على بريد لعاج والتفتا
يا حسن صوتيهما كأنّهما ... أختان فى صنعة تراسلتا
وهو على ذا ينوب إن سكتت ... عنها، وعنه تنوب إن سكتا
وقال أيضا:
وجارية مثل شمس النّهار ... أو البدر بين النجوم الدّرارى
أتتك تميس بقدّ القضيب ... وترنو بعين مهاة القفار
وترفل فى مصمت أبيض ... تلوّن من خدّها الجلّنارى
وتحمل عودا فصبح الجواب ... يشارك أرواحنا فى المجارى
له عنق كذراع الفتاة ... ودستانة بمكان السّوار
فجادت عليه وجادت له ... بعسف اليمين ولطف اليسار
فما أمهلته ولا نهنهته ... من الظّهر حتى تقضّى النهار
ولمّا تغنّت غناء الوداع ... بكيت وقلت لبعض الجوارى:
لئن عشت عند هزار اللّقاء ... لقد متّ عند هزار الإزار