وقال أيضا:
وكثيرة النّغمات تحسبها ... فى كلّ عضو أوتيت حلقا
غنّت فظلت إخالنى طربا ... أسمو إلى الأملاك أو أرقى
وتكلّمت أوتارها فأنا ... فيها أخبّر بالذى ألقى
تحكى أنينى وهى شاكية ... مما أجنّ وتشتكى عشقا
وترى لها عودا تعانقه ... وكلامه وكلامها وفقا
لو لم تحرّكه أناملها ... كان الهواء يفيده نطقا
جسّته عالمة بحالته ... جسّ الطبيب لمدنف عرقا
فحسبت يمناها تحرّكه ... رعدا، وخلت يسارها برقا
تميس من الوشى فى حلّة ... تجرّر من فضل أذيالها
وتحمل عودا فصيح الجواب ... يضاهى اللّحون بأشكالها
له عنق مثل ساق الفتاة ... ودستانة مثل خلخالها
فظلّت تطارح أوتاره ... بأهزاجها وبأرمالها
وتعمل جسّا لجسّ العروق ... وتلوى الملاوى بأمثالها
وقال آخر يصف الطّنبور:
مخطف الخصر أجوف ... جيده نصف سائره
أنطقته يدا فتى ... فاتر اللّحظ ساحره
فجلا عن ضميره ... ما حوى فى خواطره
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute