للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ألفوا المنايا فالقتيل لديهم ... من لم يخلّ [١] العيش وهو قتيل

إن كان ريب الدهر أثكلنيكم ... فالموت أيضا ميّت مثكول

وقال يعزّى مالك بن طوق:

أمالك إنّ الحزن أحلام حالم ... ومهما تدم فالحزن ليس بدائم

امالك إفراط الصبابة تارك ... حنا واعوجاجا فى قناة المكارم

تأمّل رويدا هل تعدّن سالما ... إلى آدم أم هل تعدّ ابن سالم!

متى ترع هذا الموت عينا بصيرة ... تجد عادلا منه شبيها بظالم

فإن تك مفجوعا بأبيض لم تكن ... تشدّ على جدواه عقد التمائم

بفارس دغمىّ وهضبة وائل ... وكوكب عتّاب وحمزة هاشم

شجا الريح فازدادت حنينا لفقده ... وأحدث شجوا فى بكاء الحمائم

فمن قبله ما قد أصيب نبيّنا ... أبو القاسم النور المبين بقاسم

وخبّر قيس بالجليّة فى ابنه ... فلم يتغيّر وجه قيس بن عاصم

وقال علىّ فى التعازى لأشعث ... وخاف عليه بعض تلك المآثم:

أتصبر للبلوى عزاء وحسبة ... فتؤجر، أم تسلو سلوّ البهائم؟

خلقنا رجالا للتجلّد والأسى ... وتلك الغوانى للبكا والمآتم

وأىّ فتى فى الناس أحرض [٢] من فتى ... غدافى خفارات الدموع السّواجم

وهل من حكيم ضيّع الصبر بعدما ... رأى الحكماء الصبر ضربة لازم

فلا برحت تسطو ربيعة منكم ... بأرقم عطّاف وراء الأراقم


[١] فى نسخة من الديوان: «من لا تجلى الحرب وهو قتيل» وفى نسخة أخرى منه: «من لم يخل الحرب ... » .
[٢] من حرض ككرم: طال همه وسقمه وفسد.