للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

خذلته أسرته كأنّ سراتهم ... جهلوا بأن الخاذل المخذول

أكّال أشلاء الفوارس بالقنا ... أضحى بهنّ وشلوه مأكول

كفّى، فقتل محمد لى شاهد ... أن العزيز مع القضاء ذليل

ومنها:

هيهات لا يأتى الزمان بمثله ... إنّ الزمان بمثله لبخيل

ما أنت بالمقتول صبرا إنّما ... أملى غداة نعيّك المقتول

ومنها:

من ذا يحدّث بالبقاء ضميره! ... هيهات! أنت على الفناء دليل

يا ليت شعرى بالمكارم كلّها ... ماذا، وقد فقدت نداك، تقول؟

ومنها:

يا يوم قحطبة لقد أبقيت لى ... حرقا أرى أيّامها ستطول

ليث لو انّ الليث قام مقامه ... لانصاع [١] وهو يراعة إجفيل

لمّا رأى جمعا قليلا فى الوغى ... وأولو الحفاظ من القليل قليل

لاقى الكريهة وهو مغمد روعه ... فيها ولكن بأسه [٢] مسلول

ومشى إلى الموت الزّؤام كأنما ... هو من محبّته إليه خليل

ومنها:

أضحت عراص محمد ومحمد ... وأخيهما وكأنهنّ طلول

أبنى حميد ليس أوّل ما عفا ... بعد الأسود من الأسود الغيل

ما زال ذاك الصبر وهو عليكم ... بالموت فى ظلّ السيوف كفيل

ستبسلون كأنّما مهجاتهم ... ليست لهم إلا غداة تسيل


[١] انصاع: انفتل راجعا مسرعا.
[٢] كذا فى الديوان. وفى الأصل: «ولكن سيفه» .