للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفاجع موت لا عدوّ يخافه ... فيبقى، ولا يبقى صديقا يجامله

وأىّ أخى عزّ [١] وذى جبرية ... ينابذه أو أىّ، رام يناضله

إذا ما جرى مجرى دم المرء حكمه ... وبثّت على طرق النفوس حبائله!

فلو شاء هذا الدهر أقصر شرّه ... كما أقصرت عنّا لهاه ونائله

سنشكوه إعلانا وسرّا ونيّة ... شكيّة من لا يستطيع يقاتله

فمن مبلغ عنّى ربيعة أنّه ... تقشّع طلّ الجود عنها ووابله

وأنّ الحجا منها استطارت صدوعه ... وأنّ الندى منها أصيبت مقاتله

مضى للزّيال القاسم الواهب اللهى ... ولو لم يزايلنا لكنّا نزايله

ولم يعلموا أنّ الزمان يريده ... بفجع ولا أنّ المنايا تراسله

ومنها:

طواه الردى طىّ الرّداء وغيبّت ... فضائله عن قومه وفواضله

طوى شيما كانت تروح وتغتدى ... وسائل من أعيت عليه وسائله

فيا عارضا للعرف أقلع مزنه ... ويا واديا للجود [٢] جفّت مسايله

وقال يرثى محمد بن حميد وأخاه [٣] قحطبة:

بأبى وغير أبى- وذاك قليل- ... ثاو عليه ثرى النّباج مهيل


[١] فى الديوان: «وأى أخى عزاء أو جبرية» .
[٢] كذا فى الديوان. وفى الأصل: «ويا واديا للعرف» .
[٣] كذا فى الجزء الثالث من شرح ديوانه لأبى بكر محمد بن يحيى الصولى المحفوظ بدار الكتب المصرية تحت رقم (٥٧٣ أرب) وكان محمد هو الأكبر والآخر قحطبة. وفى الأصل: «وقال يرثى محمد بن حميد ويسمى قحطبة، وقيل: فحطبة أخوه» والصحيح ما أثبتناه وهو أن قحطبة أخوه ويؤيد هذا قول أبى تمام من مرثية أخرى يرثى بها بنى حميد الطوسى:
ذكرت أبا نصر بفقد محمد ... وقحطبة ذكرى طويل البلابل
ومنها:
للعمرك ما كانوا ثلاثة إخوة ... ولكنهم كانوا ثلاث قبائل