للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

غدوا فى زوايا نعشه وكأنما ... قريش قريش حين مات مجمّع [١]

ولم أنس سعى الجود خلف سريره ... بأكسف بال يستقيم ويظلع

وتكبيره خمسا عليه معالنا ... وإن كان تكبير المصلّين أربع

وما كنت أدرى يعلم الله قبلها ... بأن النّدى فى أهله يتشيّع

وقمنا فقلنا بعد أن أفرد الثرى ... به ما يقال فى السّحابة تقلع

- هذا مأخوذ من قول مسلم:

فاذهب كما ذهبت غوادى مزنة ... أثنى عليها السهل والأوعار-

ألم تك ترعانا من الدّهر إن سطا ... وتحفظ من أموالنا ما نضيّع

وتبسط كفّا فى الحقوق كأنما ... أناملها فى البأس والجود أذرع

وتلبس أخلاقا كراما كأنها ... على العرض من فرط الحصانة أدرع

وتربط جأشا والكماة قلوبهم ... تزعزع خوفا من قنا تتزعزع

وأمنيّة المرتاد يحضرك النّدى ... فيشفع فى مثل الفلا [٢] فيشفّع

فأنطق فيه حامد وهو مفحم ... وأفحم فيه حاسد وهو مصقع

ألا إنّ فى ظفر المنيّة مهجة ... تظلّ لها عين العلا وهى تدمع

هى النفس إن تبك المكارم فقدها ... فمن بين أحشاء المكارم تنزع

ألا إنّ أنفا لم يعد وهو أجدع ... لفقدك عند المكرمات لأجدع

وإن امرأ لم يمس فيك مفجّعا ... بملحوده، فى عقله لمفجّع

وقال يرثى القاسم بن طوق بن مالك:

جوى ساور الأحشاء والقلب واغله ... ودمع يضيم [٣] العين والجفن هامله


[١] مجمع: لقب قصى بن كلاب بن مرة وهو الجد الخامس لرسول الله صلى الله عليه وسلم، لقب بذلك لجمعه قريشا للرحلتين: رحلة الصيف ورحلة الشتاء.
[٢] فى ديوان أبى تمام:
فيشفع ... فى ملء الملا فيشفع
[٣] كذا بالأصل. ولعله محرّف عن «يطم» بمعنى يملا.