للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقف أبو العتاهية إلى باب بعض الهاشمييّن، فطلب الإذن؛ فقيل له: تكون لك عودة [١] ؛ فقال:

لئن عدت بعد اليوم إنّى لظالم ... سأصرف وجهى حين تبغى المكارم

متى يظفر الغادى إليك بحاجة ... ونصفك محجوب ونصفك نائم

ونظيره قول العمانىّ [٢] :

قد أتيناك للسلام مرارا ... غير منّ بنا [٣] بتلك المرار [٤]

فإذا أنت فى استتارك باللي ... ل [على [٥]] مثل حالنا بالنّهار

وقال أبو تمّام:

سأترك هذا الباب مادام إذنه ... على ما أرى حتّى يلين قليلا

فما خاب من لم يأته متعمّدا ... ولا فاز من قد نال منه وصولا

ولا جعلت أرزاقنا بيد امرئ ... حمى بابه من أن ينال دخولا

إذا لم أجد للإذن عندك موضعا ... وجدت إلى ترك المجىء سبيلا

وقال آخر:

أتيتك للتسليم لا أننى امرؤ ... أردت بإتيانيك أسباب نائلك

فألفيت بوّابا ببابك مغرما ... بهدم الذى وطّدته من فضائلك

وقال العمانىّ:

إذا ما أتيناه فى حاجة ... رفعنا الرّقاع له بالقصب

له حاجب دونه حاجب ... وحاجب حاجبه محتجب

وقال آخر:

يا أبا موسى وأنت فتى ... ماجد حلو ضرائبه [٦]


[١] فى الأصل: «يكون له دعوة» وهو تحريف والتصويب عن العقد الفريد (ج ١ ص ٢٨)
[٢] فى العقد الفريد: «العتابى» .
[٣] لعله «منا» ويؤيد هذا رواية العقد الفريد.
[٤] فى العقد الفريد: «غير من منا بذاك المزار» .
[٥] زيادة من العقد الفريد ج ١ ص ٢٨
[٦] ضرائب: جمع ضريبة، وهى الطبيعة والسجية.