للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

له رائد ماضى الغرار كأنّه ... هلال بدا فى ظلمة الليل ناحل

طالما رجع سوسنه عند المطاعنة شقيقا، ومزّق نجمه [١] جلا بيب ظلمة القسطل والعثير تمزيقا؛ له النّسب العالى فى المعالى والمرّان، لأن سنانه سنا لهب لم يتّصل بدخان؛ مقرونا بسيف ما تأمّله الرائى إلا وأرعدت صفحتاه من غير هزّ، أو صمّمت شفرتاه فى محزّ فلا ينبو حتى يفرى ذلك المحزّ؛ يرى فوق متنيه بقيّة غيم يستشفّ منها لون السماء، وفى صفحة فرنده نار تتأجّج فى خلال لجّة من الماء؛ كأنّ صيقله كتب على فرنده أو نقش، أو كأنّ القين تنفّس فيه وهو صقيل فألبسه حلّة من نمش؛ حلّت بساحته المنايا فهى فيه كوامن، وتبؤأت مقاعده الأمانى فلإدراكها من فعله قرائن؛ إذا توغّل [فى] هامة الجبّار سار وأوجف، ومتى استوطن جثة الجرم [٢] أوهى مبانيها وأشرف.

ماض وإن لم تمضه يد فارس ... بطل ومصقول وإن لم يصقل

يغشى الوغى فالتّرس ليس بجنّة ... من حدّه والدّرع ليس بمعقل

متوقّد يفرى بأوّل ضربة ... ما أدركت ولو انّها فى يذبل

وإذا أصاب فكلّ شىء مقتل ... وإذا أصيب فماله من مقتل


[١] فى الأصل: «مجمه» .
[٢] كذا بالأصل. ولعلها جثة الجريم، والجريم: ذو الجرم الضخم.